الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: معجم مقاييس اللغة ***
(عتد) العين والتاء والدال أصلٌ واحدٌ يدلُّ على حضورٍ وقُرب. قال الخليل: تقول عَتُدَ الشّيءُ، وهو يعتُد عَتاداً، فهو عَتيدٌ حاضر. قال: ومن ذلك سمِّيت العتيدة: التي يكون فيها الطِّيب والأدهان. ويقال للشَّيء المعْتَد: إنّه لعتيد، وقد أعتدْناه، وهيَأناه لأمرٍ إنْ حَزَب. وجمع العَتَاد عُتُدٌ وأعْتِدة. قال النّابغة: عَتَادَ امرئٍ لا ينقُضُ البُعدُ هَمَّه *** طَلُوبِ الأعادِي واضحٍ غيرِ خاملِ قال الخليل: يقولون هذا الفرس عَتَدٌ، أي مُعَدّ متى شاء صاحبهُ رَكِبَه، الذَّكرُ والأنثى فيه سواء. قال سلامة بن جندل: بكل مُحنَّبٍ كالسِّيدِ نَهْدٍ *** وكُلِّ طُوَالةٍ عَتَدٍ مِزَاقِ
فأمَّا العَتُود فذكَرَ الخليلُ فيه قياساً صحيحاً، وهو الذي بَلغ السِّفادَ. فإن كان كذا فكأنَّه شيءٌ أُعِدّ للسِّفاد، والجمع عِدَّان على وزنِ فِعْلان، وكان الأصل عِتْدَان فأُدغمت التاء في الدال. قال الأخطل: واذكر غَدَانَةَ مزَنَّمة *** من الحَبَلَّقِ تُبنَى حولَها الصِّيَرُ (عتر) العين والتاء والراء أصلٌ صحيح يدلُّ على معنيين، أحدهما الأصل والنِّصاب، والآخر التفرُّق. فالأوُّل ما ذكره الخليل أن عِتْرَ كلِّ شيء: نصابه. قال: وعِتْرَةُ المِسْحاةِ: خشبتها التي تسمَّى يَدَ المسحاة. قال: ومن ثَمَّ قيل: عترة فلان، أي مَنْصِبه. وقال أيضاً: هم أقرباؤه، مِن ولدِه وولدِ ولده وبني عمِّه. هذا قولُ الخليل في اشتقاق العِتْرَة، وذكر غيرُه أنَّ القياسَ في العِترة ما نذكره من بعد. والأصل الثاني: العِتْر، قال قومٌ: هو الذي يقال له: المَرْزَنْجُوش. قال: وهو لا ينبُت إلاّ متفرِّقاً. قال: وقياس عِترة الإنسان من هذا، لأنهم أقرباؤه متفرِّقي الأنساب، هذا من أبيه وهذا من نسله كولده. وأنشد في العِتْر: فما كنتُ أخشَى أن أُقِيمَ خِلافهم *** لستّةِ أبياتٍ كما ينبت العِتْرُ فهذا يدلُّ على التفرُّق، وهو وجهٌ جميل في قياس العِترة. ومما يُشبهه عِتْرُ المسك، وهي حَصاةٌ تكون متفرِّقة فيه. ولعلَّ عِتْرُ المِسك أن تكون عربيَّة صحيحة فإِنَّها غير بعيدة مما ذكرناه، ولم نسمَعْها من عالم. ومن هذا الأصل قولهم: عَتَرَ الرُّمحُ فهو يَعْتِرُ عَتراً وعَتَرَاناً، إذا اضطَرَبَ وترأَّدَ في اهتزاز. قال: * وكلّ خطّيٍّ إذا هُزَّ عَتَرْ * وإنما قلنا إنّه من الباب لأنّه إذا هُزّ خيّل أنّه تتفرّق أجزاؤه. وهذا مشاهَد، فإن صحَّ ما تأوَّلناه وإلاّ فهو من باب الإِبدال يكون من عَسَل، وتكون التاء بدلاً من السين والرَّاءُ بدلاً من اللام. وممّا يصلح حملُه على هذا: العَتيرة؛ لأنَّ دَمها يُعْتَر، أي يُسَالُ حتى يتفرَّق. قال الخليل: العاتر: الذي يَعْترُ شاةً فيذبحُها، كانوا يفعلون ذلك في الجاهليَّة، يذبحُها ثم يصبُّ دمَها على رأس الصَّنَم، فتلك الشَّاةُ هي العَتيرة والمعتورة، والجمع عتائر. وكان بعضُهم يقول: العتير هو الصنم الذي تُعْتَرُ لـه العتائر في رَجب. وأنشد لِزُهير: فَزَلَّ عنها وأوفَى رأسَ مَرقَبةٍ *** كمَنْصَبِ العِتْر دَمَّى رأسه النُّسُكُ فإن كان صحيحاً هذا فهو من الباب الأوّل، وقد أفصح الشاعر بقياسه حيث قال: * كمنصب العِتْرِ دَمَّى رأسَه النُّسكُ * (عتق) العين والتاء والقاف أصل صحيح *يجمع معنى الكرم خِلْقةً وخُلُقاً، ومعنى القِدَم. وما شذَّ من ذلك فقد ذُكِر على حدة. قال الخليل: عَتَق العبد يَعْتِق عَتاقاً وعَتاقةً وعُتوقاً، وأعتقه صاحبُه إعتاقاً. قال الأصمعيّ: عَتَق فلانٌ بعد استعلاجٍ، إذا صار رقيقَ الخِلْقة بعد ما كان جافياً. ويقال: حلف بالعَتَاق، وهو مولى عَتَاقةٍ. وصار العبد عتيقاً. ولا يقال عاتق في موضع عتيق إلاّ أن تنوى فعلهُ في قابل، فتقول عاتقٌ غداً. وامرأة عتيقةٌ حُرَّةٌ من الأمُوَّة. وامرأةٌ عتيقة أيضاً، أي جميلة كريمة. وفرس عتيق: رائع بيِّن العِتْق، وثوب ناعمٌ عتيق. والعتيق أيضاً: الكريم من كلِّ شيء. وقد عَتَق وعَتُق، إذا أتَى عليه زمن. قال الخليل: جاريةٌ عاتق، أي شابّة أوّلَ ما أدركت. قال ابنُ الأعرابيِّ: إنما سمِّيت عاتقاً لأنّها عَتَقت من الصِّبا وبلغت أنْ تَدَرَّع. قالوا: والجوارح من الطير عِتاقٌ لأنّها تصيد ولا تصاد، فهي أكرمُ الطَّير، وكأنّها عتَقت أن تُصاد، وذلك كالبازِي وما أشبهه. قال لبيد: فانتضَلْنا وابنُ سلمى قاعدٌ *** كعَتيق الطَّيرِ يُغضِي ويُجَلّ قال أبو عبيد: أعتقت المالَ فعَتق، أي أصلحتُه فصَلَح. ويقال: عَتَقت الفرسُ، إذا سَبَقت. قال الأصمعيّ: وكنت بالمِرْبد فأُجرِيَ فَرَسان، فقال أعرابيّ: هذا أوَان عَتَقت الشَّقْراء، أي سبقت. ويقال: فلانٌ مِعتاقُ الوَسِيقة، إذا طرد طريدةً أنجاهَا وسَلِمَ بها. ويقال: ما أبْيَنَ العِتْق في وجه فلانٍ، أي الكرم. قال الخليل: البيت العتيق: الكعبة، لأنّه أوّلُ بيتٍ وُضِع للنّاس. قال الله تعالى:{ولْيَطَّوَّفُوا بالبَيْتِ الْعَتِيقِ} [الحج 29]. ويقال: سمِّي بذلك لأنّه أُعِتقَ من الغَرَق أيّامَ الطُّوفان فرُفع. ويقال أُعتِق من الحبشة عامَ الفيل ويقال: أُعتِقَ من أنْ يدَّعِيَه أحدٌ فهو بيتُ الله تعالى. قال أبو عبيدة: من أمثالهم: "لولا عِتْقُه لقد بلى"، يقال ذلك للرَّجل إذا ثَبَتَ ودام. وقال الخليل: العاتق من الطَّير فوقَ النَّاهض. وقال الأصمعيّ: يقال أخذ فرْخ قطاة عاتقاً، إذا استقلَّ وطار. ونرى أنّه من عَتَقت الفرسُ. قال أبو حاتم: طيرٌ عاتِق، إذا كان فوقَ النَّاهض، لأنَّه قد خرج عن حد الزقّ. فأما العاتق من الزِّقاق فهو الواسع الجيِّد، وهذا على معنى التَّشبيه بالشيء الكريم. قال لبيد: أُغلِي السِّباءَ بكلِّ أدكَنَ عاتقٍ *** أو جَونةٍ قُدِحَتْ وفُضَّ خِتامُها وقال الخليل: شرابٌ عاتقٌ، أي عتيق. قال أبو زُبَيد: لا تَبعدَنَّ إداوةٌ مطروحة *** كانت زماناً للشَّرَاب العاتق ويقال للبِئر القديمة عاتقة. والخمر العتيقة: التي عُتّقَت زماناً حتى عَتَقت. قال الأعشى: وسبيئةٍ ممَّا تُعَتِّقُ بابلٌ *** كدم الذَّبيحِ سلبتُها جِريالَها قال بعضهم: العاتق في وصف الخمر التي لم تُفَضَّ ولم تُبزَل، ذَهَبَ إلى الجارية العاتق التي لم تَبِنْ عن أبويها. ويقال: بل الخمر العاتق من القِدم، وكلُّ شيء تقادَمَ فهو عاتق وعتيق. قال ابنُ الأعرابيّ: كلُّ شيء بلغ إنَاهُ فقد عَتَق، وسمِّي العبدُ عتيقاً لأنَّهُ بلغَ غايَته. فأمّا قولُ عنترة: كَذَبَ العتيقُ وماءُ شنٍّ باردٌ *** إن كنتِ سائلتِي غبوقاً فاذهَبِي فقال قوم: إنَّه نوعٌ من التَّمر العتيق. ومعنى كَذَب، أي عليك بهذا النَّوع. ويقال بل العتيق: الماء؛ وسمِّيَ بذلك لأنَّه أجلُّ الأشربة، وفيه الحياة. ومن القِدَم الذي ذكرناه قولُهم: عَتُقَتْ عليه يمينٌ، أي قَدُمَت ووجَبَت. قال: عليَّ أَلِيَّةٌ عتقَتْ قديماً *** فليس لها وإن طُلبِت مَرَامُ ويقال لكلِّ كريمٍ عتيق. ومما شذَّ عن هذا الأصل: عاتقا الإنسان، وهما ما بين المَنكِبَين والعُنق، والجمع العواتق. ويقال العاتق يذكَّر ويؤنَّث. وقال الأصمعيُّ: يقال فلانٌ أمْيَل العاتق *إذا كان موضعُ الرداء منه معوَّجاً. وقال في تأنيث العاتق: لا صُلحَ بيني فاعلمُوه ولا *** بينكم ما حَمَلَتْ عاتقي سَيفي وما كُنَّا بنجدٍ وما *** قَرْقَرَ قُمْرُ الوادِ بالشَّاهقِ قال ابن الأعرابيّ: العاتق: القَوس التي تغيَّر لونها واسودَّت، وهذا أيضاً من القِدَم راجعٌ إلى الباب الأوّل. (عتك) العين والتاء والكاف أصلٌ صحيح يدلُّ على قريبٍ من الذي قبله، وليس ببعيدٍ أن يكونَ من باب الإبدال، وهو من الإقدام والقِدَم. قال الخليلُ وغيره: عَتَك فلانٌ [بفلانٍ ]، إذا أقْدَمَ عليه ضرباً لا يُنهنِهُه شيء. قال الأصمعيُّ: هو أن يَحمِلَ عليه حملةَ أخْذٍ وبَطْش. قال الخليل: عَتَكَ الرّجُل يَعْتِك عَتْكاً وعُتُوكاً، إذا ذَهَب في الأرض. والقوس العاتكة طالَ عليها العهدُ حتَّى احمرَّت. قال الهذلي: وصَفراء البُرايةِ عُودِ نَبْعٍ *** كوَقْف العاجِ عاتكة [اللِّيَاطِ ] [وامرأة عاتكة]، إذا كانت متضمِّخة بالخَلَوق. ومنه عَتَكتِ القوس. قال الخليل: يقال لكلِّ كريم عاتك، أي قديم. وأصله من عَتَكت القَوس. (عتل) العين والتاء واللام أصلٌ صحيح يدلُّ على شِدّةٍ وقوّة في الشَّيء. من ذلك الرّجل العُتُلّ، وهو الشَّديد القويَّ المصحَّح الجِسم؛ واشتقاقُه من العَتَلة التي يُحفَر بها. والعَتَلة أيضاً: الهِراوة الغليظة من الخشَب، والجمع عَتَل. وقال: وأينما كنتَ من البلادِ *** فاجتنبَنَّ عُرَّمَ الذُّوّادِ وضَربَهم بالعَتَل الشِّدادِ ومن الباب العَتْل، وهو أن تأخذ بتَلبيب الرّجُل فتَعتِله، أي تجرّه إليك بقوّة وشدّة. قال الله تعالى: {خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَواءِ الجَحِيمِ} [الدخان 47]. ولا يكون عَتْلاً إلاّ بجفاءٍ وشِدّة. وزعم قومٌ أنّهم يقولون: لا أنعتِل معك: أي لا أنقاد معك. (عتم) العين والتاء والميم أصلٌ صحيح يدلُّ على إبطاء في الشَّيء أو كفٍّ عنه. قال الخليل: عَتَّم الرجل يُعَتِّم، إذا كفَّ عن الشيء بعد المضيِّ فيه، وعَتَم يَعْتم. وحملتُ على فُلانٍ فما عتَّمت أن ضربتُه، أي ما نَهنَهت وما نكَلت وما أبطأت. وفي الحديث: أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غرس كذا وَدِيّةً [فما عتَّمَتْ منها وَدِيَّة ]، أي ما أبطأت، حتّى عَلِقت. وقال: * مجامع الهام ولا يُعْتَمُ * أي لا يُمْهَل ولا يُكَفّ. وقال: ولستُ عن القِرن الكميِّ بعاتمِ *** ولستُ بوَقَّافٍ إذا الخَيلُ أحجمت قال: والعَتَمة هو الثُّلث الأوّل من اللَّيل بعد غيبوبة الشَّمسِ والشَّفَق. يقال: أعْتَمَ القومُ، إذا صاروا في ذلك الوقت. وجاء الضَّيفُ عاتماً، أي مُعْتِماً في تلك السَّاعة. ومما شذَّ عن هذا الباب العتم: الزَّيتون البرّيّ. قال النابغة: [تَستَنُّ بالضَّرْوِ من بَراقِشَ أو *** هَيلانَ أو ناضرٍ من العتمِ ] (عتو) العين والتاء والحرف المعتل أصلٌ صحيح يدلُّ على استكبار. قال الخليل وغيرُه: عتَا يَعتُو عتُوَّاً: استكَبَر. قال الله تعالى: {وعَتَوْا عُتُوَّاً كَبِيراً} [الفرقان 21]. وكذلك يعتُو عِتِياً، فهو عاتٍ، والملك الجبَّار عاتٍ، وجَبابِرةٌ عُتاة. قال: * والناس يعتُون على المُسلَّطِ * ويقال: تَعَتَّى فلانٌ وتعتّت فلانة، إذا لم تُطِع. قال العجَّاج: الحمد لله الذي استقلَّتِ *** بأمره السّماءُ واطمأنّتِ * بأمره الأرضُ فما تَعتَّتِ * أي ما عصَتْ. (عتب) العين والتاء والباء أصلٌ صحيح، يرجع كله إلى الأمر فيه بعضُ الصُّعوبة من كلامٍ أو غيره. من ذلك العَتَبة، وهي أسكُفَّة الباب، وإنَّما سمِّيت بذلك لارتفاعها عن المكان المطمئنّ السَّهل. وعَتَبات الدُّرْجة: [مَرَاقيها]، كلُّ مِرقاةٍ من الدُّرْجة عتَبة. ويشبّه بذلك العتَباتُ تكون في الجبال، والواحدة عَتَبة، وتجمع أيضاً على عَتَب. وكلُّ شيء جَسَا وجفا فهو يشتقُّ له هذا اللفظ، يقال فيه عَتَبٌ، إذا اعتراه ما يغيِّره عن الخُلوص. قال: فما في حُسْن طاعتِنا *** ولا في سَمْعِنا عَتَب وقال في وصف سيف: * مُجرّبَ الوَقعِ غيرَ ذي عَتَبِ * أي غير ملتوٍ عن الضَّريبة ولا نابٍ عنها. ويقولون: حُمِل فلانٌ على عَتَبةٍ كريهة* وعَتَب كريه من بلاءٍ وشرّ. قال المتلمَّس: * يُعْلَى على العَتَب الكريهِ ويُوبَسُ * ويقال للفحَل المعقول أو الظَّالع إذا مَشَى على ثلاثِ قوائم كأنّه يَقفِز: عَتَب عَتَباناً. قال الخليل: وهذا تشبيهٌ، كأنّه يمشي على عتبات الدّرجةِ فينزُو من عَتبةٍ إلى عتبة. ويقال عتِّب لنا عَتبةً، أي اتَّخذْها. ومن الباب، وهو القياسُ الصحيح: العَتْب: المَوْجِدة. تقول: عَتَبتُ على فلان عَتْباً ومَعْتَِبَة، أي وَجَدْت عليه. ثم يشتقّ منها فيقال: أعتَبَني، أي ترك [ما كنت ] أجد عليه ورجع إلى مَسَرَّتي؛ وهو مُعْتِب راجعٌ عن الإساءة. وأنشد: عتبتُ على جُمْلٍ ولستُ بشامتٍ *** بجُملٍ وإن كانت بها النّعلُ زلَّتِ ويقولون: أعطانِي العُتْبَى، أي أعتَبني. ولك العُتْبَى، أي أعطيتك العتبَى. والتعتُّب، إذا قال هذا وهذا يَصِفان الموجِدة. وكذلك المعاتبة، إذا لامك واستزادك قلت عاتِبْني. قال: إذا ذهب العتابُ فليس حُبٌّ *** ويبقى الحبُّ ما بقي العتابُ ويقال للرّجُل إذا طَلب أنْ يُعتَب: قد استَعتَب. قال أبو الأسود: فعاتبتُه ثم راجعته *** عتاباً رقيقاً وقولاً أصيلا فألفيتُه غيرَ مستعتبٍ *** ولا ذاكِرَ اللهَِ إلاّ قليلا وقال بعضهم: ما رأيت عند فلان عُتْباناً، إذا أردت أنّه أعتبك ولم تر لذلك بَياناً.
(عثر) العين والثاء والراء أصلانِ صحيحان، يدل أحدهما على الاطِّلاع على الشيء، والآخر [على] الإثارة للغُبار. فالأوَّل عَثَر عُثُوراً، وعثر الفرسُ يعثُر عِثاراً، وذلك إذا سقَطَ لوجهه. قال بعض أهل العلم: إنما قيل عَثَر من الاطِّلاع، وذلك أنَّ كل عاثرٍ فلا بدَّ أن ينظر إلى موضع عَثْرته. ويقال: عَثَر الرجل يعثُر عُثوراً وعَثراً، إذا اطَّلع على أمرٍ لم يطَّلع عليه غيرُه. كذا قال الخليل. وأعثَرْتُ فلاناً على كذا، إذا أطلعتَه عليه. قال الله تعالى:{فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْماً} [المائدة 107]، أي إن اطُّلِع. وقال تعالى: {وَكَذلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ} [الكهف 21]. والعاثور: المكان يُعثَر به. قال: * وبلدةٍ كثيرةِ العاثور * أراد كثيرة المتالف. والأصل الآخر العِثْيَر [والعِثْيرة]، وهو الغُبار الساطع. قال: * ترى لهم حَولَ الصِّقَعْل عِثْيرهْ * فأمَّا قولهم: ما رأيتُ له أثراً ولا عَثْيَراً، فقالوا: العَثْيَر: ما قُلِب من تراب أو مَدَر. وهو ارجعٌ إلى ما ذكرناه. وقال: * لقد عَيْثَرتَ طيرَك لو تعيفُ * أي رأيتها جَرَتْ، كأنَّه أراد الأثر. (عثل) ذكروا فيه كلمةً إن صحَّت. يقال إن العِثْوَلَّ من الرِّجال: الجافي. قالوا: والعَثُول: النَّخلة الجافية الغليظة. قال: هَززتُ عَثُولاً مَصّت الماءَ والثَّرى *** زماناً فلم تَهمُمْ بأن تتبرّعا (عثم) العين والثاء والميم أصلٌ صحيح يدلُّ على غِلَظ ونُتُوٍّ في الشَّيء. قالوا: العَيْثوم: الضَّخْم الشَّديد من كلِّ شيء. وقالوا: وتُسَمَّى الفِيلَة العَيثوم. قال يصف ناقة: وقد أَسِيرُ أمامَ الحيِّ تحملُني *** والفَصْلتين كِنازُ اللّحم عيثوم أي ضخمة شديدة. ويقال للجمل الضَّخم عَيثوم. والعَثَمْثم من الإِبل: الطويل في ضِخَم، و[يقال] في الجميع عثمثمات. ورُبَّما وُصِف الأسدُ بالعثمثم. ومن الباب العَثم، وهو أن يُساءَ جَبْر العَظْم فيبقى فيه عِوج ونتُوٌّ كالورَم. ويقال هو عَثِمٌ وبه عَثْم، كأنَّه مَشَش. قال الخليل: وبه سمِّي عُثمان؛ لأنّه مأخوذ من الجبْر. ويقال بل العثمان … (عثن) العين والثاء والنون أصلٌ صحيح يدلُّ على انتشارٍ في شيء وانتفاش. من ذلك العُثَان، وهو الدُّخان، سمِّي بذلك لانتشاره في الهواء. تقول عَثَّن يُعَثِّن، إذا دَخَّن. والنار تَعْثُنُ وتُعثِّن. وتقول: عثَّنت البيتَ بريح الدُّخنة تعثيناً. وعَثَن البيتُ يَعثُن عَثْناً، إذا عبِق به ريحُ الدُّخنة. تقول: عثَّنت الثَّوب بالطِّيب تعثيناً، كقولك *دخَّنته تدخينا. ومن الباب العُثنون: عُثْنون اللِّحية، وهو طُولها وما تحتَها من شَعَْرها. وسمِّي بذلك للذي ذكرناه من الانتشار والانتفاش. ومن الباب: عُثْنُون الرِّيح: هَيْدَبُها في أوائلها، إذا أقبلَتْ تجرُّ الغُبار جَرَّاً؛ والجمع العثانين. وهَيدَبُها: ما وقع على الأرض منها. وقال ابن مُقْبل: [هَيفٌ هَدُوج الضُّحى سهوٌ مناكبُها *** يكسونها بالعشيَّات العثانِينا] وعُثنون البعير: شُعَيرات عند مَذْبحه. والجمع عثانين. (عثي) العين والثاء والحرف المعتلّ كلمةٌ تدلُّ على فَساد. يقال عثا يعثو، ويقال عَثِيَ يَعْثَى، مثل عاثَ. قال الله تعالى: {وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأرْضِ مُفْسِدِينَ} [البقرة 60، الأعراف 74، هود 85، الشعراء 183، العنكبوت 36].
(عجد) العين والجيم والدال ليس بشيء، على أنهم يقولون: العُجْد: الزبيب. ويقال هو العُنْجُد. (عجر) العين والجيم والراء أصلٌ واحد صحيح يدلُّ على تعقد في الشيء ونُتوٍّ مع التواء. من ذلك العَجَر: مصدر قولك عَجِرَ يَعْجَرُ عَجَراً. والأعجر النّعت. والعُجْرة: موضع العَجَر. ويقال: حافر عَجُِرٌ: صلب شديد. قال مَرَّار بن مُنْقِذ: سائلٍ شمراخُه ذي جُبَبٍ *** سَلِط السُّنبُك في رُسْغٍ عَجُِرْ والأعجر: كلُّ شيء ترى فهي عُقَداً؛ كبشٌ أعجرُ، وبطنٌ أعجر، إذا امتلأ جدّاً. قال عنترة: ابني زَبِيبةَ ما لمهركُمُ *** متخدّداً وبطونُكُمْ عُجْرُ وقال بعضهم: وأُراه مصنوعاً، إلاّ أنّ الخليل أنشدهُ: حسن الثِّياب يبيت أعجَرَ طاعماً *** والضّيفُ من حُبِّ الطَّعام قد التَوَى والعُجْرة: كلُّ عقدةٍ في خشبةٍ أو غيرها مِن نحو عروق البدَن، والجمع عُجَر. ومن الباب الاعتجار، وهو لفُّ العِمامة على الرأس من غير إدارةٍ تحت الحنَك. قال: جاءت به معتجراً ببُرْدِهْ *** سَفْوَاءُ تَرْدِي بنَسِيجِ وَحْدِهْ وإنما سمِّيَ اعتجاراً لما فيه من لَيٍّ ونُتوّ. ومما شذَّ عن هذا الأصل العَجِير، وهو من الخيل كالعِنِّين من الرِّجال. (عجز) العين والجيم والزاء أصلانِ صحيحان، يدلُّ أحدُهما على الضَّعف، والآخر على مؤخَّر الشيء. فالأول عَجِزَ عن الشيء يعجز عَجْزاً، فهو عاجزٌ، أي ضَعيف. وقولهم إنّ العجزَ نقيضُ الحَزْم فمن هذا؛ لأنه يَضْعُف رأيُه. ويقولون: "المرء يَعْجِز لا مَحَالة ". ويقال: أعجزَني فلانٌ، إذا عَجِزْت عن طلبه وإدراكه. ولن يُعجز للهَ تعالى شيء، أي لا يَعجِز اللهَ تعالى عنه متى شاء. وفي القرآن: {لَنْ نُعْجِزَ اللهَ فِي الأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَباً} [الجن 12]، وقال تعالى: {وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ} [العنكبوت 22، الشورى 31]. ويقولون: عَجَزَ بفتح الجيم. وسمعتُ عليَّ بن إبراهيمَ القطَّان يقول: سمعت ثعلباً يقول: سمعتُ ابنَ الأعرابيّ يقول: لا يقال عَجِزَ إلاَّ إذا عَظُمَتْ عجيزتُه. ومن الباب: العجوز: المرأة الشَّيخة، والجمع عجائز. والفعل عجَّزت تعجيزاً. ويقال: فلانٌ عاجَزَ فلاناً، إذا ذَهَب فلم يُوصَل إليه. وقال تعالى:{يَسْعَوْنَ فِي آياتِنا مُعَاجزين} [سبأ 38]. ويجمع العجوز على العُجُزِ أيضاً، وربَّما حملوا على هذا فسمَّوا الخمرَ عجوزاً، وإنما سمَّوها لقدَمها، كأنَّها امرأةٌ عجوز. والعِجْزَة وابنُ العِجْزَة: آخرُ ولد الشَّيخ. وأنشد: * عِجْزَةَ شيخَينِ يسمَّى مَعْبَدا * وأمَّا الأصل الآخر فالعَجُز: مؤخَّر الشيء، والجمع أعجاز، حتى إنهم يقولون: عَجُز الأمرِ، وأعجازُ الأمور. ويقولون: "لا تَدَبَّرُوا أعجازَ أمورٍ ولَّتْ صدورُها". قال: والعَجيزة: عجيزة المرأة خاصّة إذا كانت ضَخْمَةً، يقال امرأةٌ عَجْزَاء. والجمع عَجيزَاتٌ كذلك. قال الخليل: ولا يقال عجائز، كراهة الالتباس. وقال ذو الرُّمَّة: عجزاءُ ممكورةٌ خُمصانةٌ قَلِقٌ *** عنها الوِشاحُ وتمّ الجسم والقصبُ وقال أبو النَّجم: مِن كلِّ عَجْزَاءَ، سَقوط البُرقُعِ *** بلهاءَ لَم تَحْفَظْ ولم تُضَيِّع والعَجَز: داء يأخذ الدّابةَ في عَجُزها، يقال هي عَجْزاء، والذّكر أعجَز. ومما شُبّه [في] هذا الباب: العَجْزاء من * الرَّمل: رملة مرتفِعة كأنّها جبل، والجمع العُجْز. وهذا على أنَّها شبِّهت بعجيزةِ ذاتِ العجيزة، كما قد يشبِّهون العَجِيزات بالرّمل والكثيب. والعَجْزاء من العِقْبان: الخفيفة العَجِيزة. قال الأعشى: * عَجْزاءُ تَرزُقُ بالسُّلَيِّ عيالَها * وما تَركْنا في هذا كراهةَ التّكرار راجعٌ إلى الأصلين اللذين ذكرناهما. وسمِعنا من يقول إنّ العَجوز: نصلُ السَّيف. وهذا إنْ صحَّ فهو يسمَّى بذلك لِقدمه كالمرأة العجوز، وإتْيان الأزمنة عليه. (عجس) العين والجيم والسين أصلٌ صحيح واحد، يدلُّ على تأخرِ الشيء كالعَجُز، في عِظَمٍ وغِلَظٍ وتجمّع. من ذلك العَُِجْس والمَعْجِس: مقبض [القوس]، وعُجْسُها وعُجْزُها سواء. وإِنَّما ذلك مشبَّه بعَجُز الإنسان وعَجيزته. قال أوسٌ في العجس: كتُومٌ طِلاعُ الكَفِّ لا دونَ مِلئِها *** ولا عَجْسُها عن موضع الكفِّ أفْضَلا يقول: عَجْسُها على قدر القَبْضة، سواء. وقال في المَعْجِس مهلهِلٌ: أنْبَضُوا [مَعجِسَ] القِسِيِّ وأبرقْـ *** نا كما تُوعِدُ الفحولُ الفُحولا ومن الباب: عَجَاسَاء اللَّيل: ظُلْمته، وذلك في مآخيرِه؛ وشبِّهت بعَجَاساء الإبل. قال أهل اللُّغة: العَجَاساء من الإِبل: العِظامُ المَسَانّ. قال الراعي: إذا بَرَكَتْ منها عَجاساء جِلّةٌ *** بمَحْنِيَةٍ أجْلى العِفاسَ وبَرْوَعا العِفاس وبَرْوَع: ناقتان. وهذا منقاسٌ من الذي ذكرناه من مآخير الشَّيء ومُعظَمِه. وذلك أنَّ أهل اللُّغة يقولون: التعجُّس: التأخُّر. قالوا: ويمكن أن يكون اشتقاق العَجَاساء من الإبل منه، وذلك أنَّها هي التي تَستأخِر عن الإبل في المرتَع. قالوا: والعَجَاساء من السَّحاب: عِظامُها. وتقول: تَعَجَّسَني عَنْك كذا، أي أخَّرني عنك. وكل هذا يدلُّ على صحَّة القياسِ الذي قِسناه. وقال الدريديّ: تعجَّسْتُ الرّجُلَ، إذا أَمَر أَمْراً فَغَيّرتَه عليه. وهذا صحيحٌ لأنَّه من التعقُّب، وذلك لا يكون إِلاّ بعد مضيِّ الأوّل وإتيانِ الآخَرِ على ساقَتِه وعند عَجُزه. وذَكرُوا أنَّ العَجِيساءَ: مِشْيَةٌ بطيئة. وهو من الباب. ومما يدلُّ على صحَّة قياسِنا في آخر الليل وعَجَاسائهِ قولُ الخليل: العجَسْ: آخِر الليل. وأنشد: وأصحابِ صدقٍ قد بعثْتُ بجَوشَنٍ *** من اللَّيل لولا حبُّ ظمياءَ عرَّسُوا فقامُوا يَجُرُّون الثِّيابَ وخَلفَهم *** من اللَّيل عَجْسٌ كالنَّعامةِ أقعسُ وذكر أحمد بن يحيى، عن ابن الأعرابيّ: أن العُجْسة آخِر ساعةٍ في اللَّيل. فأمّا قولهم: "ولا آتيك سَجِيسَ عُجَيسٍ" فمِن هذا أيضاً، أي لا آتيك آخِرَ الدَّهر. وحُجّةُ هذا قول أبي ذؤيب: سَقَى أمُّ عَمرٍو كلَّ آخِرِ ليلةٍ *** حَناتِمُ مُزْنٍ ماؤهن ثجيجُ لم يُرِدْ أواخرَ اللَّيالي دون أوائلها، لكنّه أراد أبداً. (عجف) العين والجيم والفاء أصلانِ صحيحان، أحدهما يدلُّ على هُزال، والآخَر على حَبْس النفس وصَبْرِها على الشَّيء أو عنه. فالأوَّل العَجَف، وهو الهُزَال وذَهاب السِّمَن، والذّكر أعجف والأنثى عَجْفاء، والجمع عِجافٌ، من الذُّكْران والإِناث. والفعل عَجِفَ يَعْجَف وليس في كلام العَرَب أفعَلُ مجموعاً على فِعال غيرُ هذه الكلمة، حملوها على لفظ سِمان. وعِجافٌ على فِعال. ويقال أعجَفَ القومُ، إذا عجِفت مواشيهم وهم مُعْجِفون. وحَكَى الكسائيُّ: شفَتانِ عَجفاوان، أي لطيفتان قال أبو عُبيد: يقال عَجُفَ إذا هُزِل، والقياس عَجِف؛ لأنَّ ما كان على أفعل وفعلاء فماضيه فَعِل، نحو عَرِج يعرَج، إلاَّ ستّةَ حروف جاءت على فَعُل، وهي سَمُر، وحَمُق، ورَعُن، وعَجُف، وخَرُق. وحكى الأصمعيُّ في الأعجم: عَجُم. وربَّما اتَّسعوا في الكلام فقالوا: أرضٌ عجفاء، أي مهزولة لا خَيرَ فيها ولا نبات. ومنه قول الرائد: "وجَدْتُ أرضاً عجفاء". ويقولون: نَصلٌ أعجفُ، أي دقيق. قال ابنُ أبي عائذ: تراحُ يداه بمحشورةٍ *** خَوَاظِي القِداح عجافِ النِّصالِ
وأمَّا الأصل الثاني فقولهم: عَجَفْتُ* نفسِي عن الطعام أعجِفها عَجْفاً، إذا حبستَ نفسَك عنه وهي تشتهيه. وعَجَفْت غيرِي قليلٌ. [قال]: لم يَغْذُها مُدٌّ ولا نَصيفُ *** ولا تُمَيْراتٌ ولا تعجيفُ ويقال: عَجَفْت نفسي على المَريض أعْجِفها، إذا صَبَرْتَ عليه ومرَّضْتَه. [قال]: إنِّي وإِنْ عيَّرتني نُحولِي***لأَعجِفُ النَّفسَ على خليلي * أُعْرِضُ بالوُدِّ وبالتَّنويلِ * (عجل) العين والجيم واللام أصلانِ صحيحان، يدلُّ أحدُهما على الإسراع، والآخر على بعض الحيَوان. فالأوّل: العَجَلة في الأمرِ، يقال: هو عَجِلٌ وعَجُل، لغتان. قال ذو الرّمّة: كأنَّ رِجلَيه رِجلاَ مُقْطِفٍ عَجُِلٍ *** إذا تَجَاوَبَ من بُرْدَيه ترنيمُ واستعجلتُ فلاناً: حثثته. وعَجِلْتُه: سبَقْته. قال الله تعالى: {أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ} [الأعراف 150]. والعُجَالَة: ما تُعَجِّلُ من شيء. ويقال: "عُجَالة الرَّاكبِ تمرٌ وسَويق". وذكر عن الخليل أنَّ العَجَل: ما استُعجِل به طعامٍ فقُدِّم قبل إدراك الغِذاء. وأنشد: إن لم تُغِثْنِي أكُنْ ياذا النَّدَى عَجَلاً *** كلُقمةٍ وقَعتْ في شِدقِ غَرثانِ ونحن نقول: أمّا قياس الكلمة التي ذكرناها فصحيح، لأنَّ الكلمةَ لا أصلَ لها، والبيت مصنوع. ويقال: من العُجَالة: عجَلتُ القَوْمَ، كما يقال لَهَّنْتُهُمْ. وقال أهل اللُّغة: العاجل: ضد الآجل. ويقال للدُّنيا: العاجلة، وللآخرة: الآجلة. والعَجْلان هو كعب بن ربيعة بن عامر، قالوا: سمِّي العَجْلانَ باستعجالِهِ عَبْدَه. وأنشدوا: وما سُمِّيَ العَجْلاَنَ إِلاّ لقولـه *** خُذِ الصَّحْنَ واحْلُبْ أيُّهَا العبدُ واعجَلِ وقالوا: إنَّ المُعَجِّل والمُعْجِل من النُّوق: التي تُنْتَج قبل أن تستكمل الوقتَ فيعيش ولدُها. وممّا حُمِل على هذا العَجَلة: عَجَلة الثِّيران. والعَجَلة: المنجنون التي يُسْتَقى عليها، والجمع عَجَل وعَجَلات. قال أبو عبيد: العَجَلة: خشبةٌ معترِضة على نَعَامَتي البِئرِ والغَرْبُ مُعلَّقٌ بها، والجمع عَجَل. قال أبو زيد: العَجَلة: المَحَالة. وأنشد: وقد أعَدَّ ربُّها وما عَقَلْ *** حمراءَ من ساجٍ تَتقّاها العَجَلْ ومن الباب: العِجْلة: الإداوَة الصَّغيرة، والجمْع عِجَل. وقال الأعشى: والسّاحباتِ ذيولَ الخزِّ آونةً *** والرافلاتِ على أعجازها العِجَلُ وإنما سمِّيت بذلك لأنها خفيفة يعجَل بها حاملُها. وقال الخليل: العَجُول من الإبل، الواله التي فَقَدَت ولدَها، والجمع عُجُل. وأنشد: أحِنُّ إليك حنين العَجُول *** إذا ما الحمامة ناحت هديلا وقالت الخنساء: فما عَجُولٌ على بَوٍّ تُطِيف به *** قد ساعدَتْهَا على التَّحنانِ أظآرُ قالوا: وربما قيل للمرأة الثَّكلى عَجُول، والجمع عُجُل. قال الأعشى: حتى يظلَّ عميدُ القَوْمِ مرتفقاً *** يَدفَع بالرّاح عنه نِسْوةٌ عُجُلُ ولم يفسِّرُوه بأكثر من هذا. قلنا: وتفسيره ما يلحق الوالهَ عند ولهه من الاضطراب و العَجَلة، إلاّ أنَّ هذه العَجول لم يُبْنَ منها فِعل فيقال: عَجِلتْ، كما بُنِي من الثُّكل ثَكِلتْ، والأصل فيه واحد، إلاّ أنّه لم يأت من العرب. والأصل الآخر العِجْل: ولد البقرة؛ وفي لغةٍ عِجَّوْل، والجمع عجاجيل، والأنثى عِجْلَة وعِجَّولة، وبذلك سُمِّي الرجل عِجْلاً. (عجم) العين والجيم والميم ثلاثة أصول: أحدها يدلُّ على سكوتٍ وصمت، والآخَر على صلابةٍ وشدة، والآخر على عَضٍّ ومَذَاقة. فالأوَّل الرجُل الذي لا يُفصح، هو أعجمُ، والمرأة عجماءُ بيِّنة العُجمَة. قال أبو النَّجم: * أعجمَ في آذانها فصيحا * ويقال عَجُم الرجل، إذ صار أعجَم، مثل سَمُر وأدُم. ويقال للصَّبيِّ ما دام لا يتكلَّم لا يُفصح: صبيٌّ أعجم. ويقال: صلاةُ النَّهار عَجْماء، إنما أراد أنّه لا يُجهر فيها بالقراءة. وقولهم: العَجَمُ الذين ليسوا من العرب، فهذا من هذا القياس كأنَّهم لمّا لم يَفْهَمُوا عنهم سَمُّوهم عَجَماً، ويقال لهم عُجْم أيضاً. قال: دِيارُ ميَّةَ إذْ* مَيٌّ تُسَاعِفُنا *** ولا يَرَى مثلها عُجْم ولا عَرَبُ ويقولون: استَعجمَتِ الدَّارُ عن جَواب السَّائل. قال: صَمَّ صَداها وعفَا رَسمُها *** واستَعْجَمَتْ عن مَنطقِ السّائلِ ويقال: الأعجميّ: الذي لا يُفْصِح وإنْ كان نازلاً بالبادية. وهذا عندنا غلَط، وما نَعلم أحداً سمَّى أحداً من سكان البادية أعجميَّاً، كما لا يسمُّونه عجميّاً، ولعلَّ صاحبَ هذا القول أراد الأعجم فقال الأعجميّ. قال الأصمعيّ: يقال: بعيرٌ أعجمُ، إذا كان لا يَهدِر. والعجماء: البهيمة، وسمِّيت عجماءَ لأنّها لا تتكلم، وكذلك كلُّ مَن لم يَقدرِ على الكلام فهو أعجمُ ومُستعجِم. وفي الحديث: "جُرْحُ العَجْماء جُبَارٌ"، تراد البَهيمة. قال الخليل: حروف المعْجَم مخفّف، هي الحروف المقطَّعة، لأنّها أعجمية. وكتابٌ مُعَجَّم، وتعجيمه: تنقيطه كي تستبين عُجْمَتُه ويَضِحَ. وأظنُّ أن الخليل أراد بالأعجمية أنّها ما دامت مقطَّعةً غير مؤلّفة تأليفَ الكلامِ المفهومِ، فهي أعجميَّة؛ لأنَّها لا تدلُّ على شيء. فإن كان هذا أراد فله وجه، وإلاّ فما أدري أيَّ شيء أَرَادَ بالأعجميَّة. والذي عندنا في ذلك أنّه أُريد بحروف المُعجَم حُروفُ الخطِّ المُعْجَم، وهو الخطُّ العربيّ، لأنَّا لا نعلم خَطَّاً من الخطوط يُعْجَم هذا الإعجامَ حتَّى يدلّ على المعاني الكثيرة. فأمَّا إعجام الخطِّ بالأَشكالِ فهو عندنا يدخل في باب العضِّ على الشَّيء لأنّه فيه، فسمي إعجاماً لأنّه تأثيرٌ فيه يدلُّ على المعْنى. فأمّا قولُ القائل: * يريدُ يعرِبَه فيُعجِمُه * فإنّما هو من الباب الذي ذكرناه. ومعناه: يريد أن يُبِين عنه فلا يقدرُ على ذلك، فيأتي به غيرَ فصيح دالّ على المعنى. وليس ذلك من إعجام الخطّ في شيء. (عجن) العين والجيم والنون أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على اكتناز شيءٍ ليِّنٍ غير صُلب. من ذلك العَجَن، وهو اكتناز لحمِ ضَرْع النّاقة، وكذلك من البَقَر والشّاء. تقول: إنّها عَجْناءُ بيِّنة العَجَن. ولقد عَجِنَتْ تَعْجَنُ عَجَناً. والمتَعجِّن من الإِبل: المكتنِز سِمَناً، كأنّه لحمٌ بلا عَظْم. ومن الباب: عَجَن الخبَّازُ العجِينَ يَعجِنه عَجْناً. وممّا يقرُب من هذا قولُهم للأحمق، عجَّانٌ، وعجينة. قال: معناه أنَّهم يقولون: "فلانٌ يَعجن بِمرفَقَيه عْجناً "، ثم اقتَصَروا على ذلك فقالوا: عِجينةٌ وعَجّان، أي بمرْفَقَيه، كما جاء في المثل. ومن الباب: العِجان، وهو الذي يَستبرِئه البائل، وهو ليِّن. قال جَرير: يَمُدُّ الحبلَ معتمداً عليه *** كأنّ عجانَه وترٌ جديدُ (عجي) العين والجيم والحرف المعتل أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على وَهَْن في شيءٍ، إما حادثاً وإمّا خِلقة. من ذلك العُجَايَة، وهو عصبٌ مركَّب فيه فُصوصٌ من عِظام، يكونُ عند رُسْغ الدّابَّة، ويكون رِخواً، وزعموا أنَّ أحدَهم يجوع فيدُقُّ تلك العُجَاية بَيْنَ فِهْرَين فيأكلُها. والجمع العُجَايات والعُجَى. قال كعبُ بن زُهير: سُمرُ العُجاياتِ يترُكْنَ الحَصى زِيَماً *** لم يَقِهِنَّ رؤوسَ الأُكمِ تنعيلُ ومما يدلُّ على صِحَّة هذا القياسِ قولهم للأمّ: هي تَعجُو ولدَها، وذلك أن يُؤَخَّر رَضاعُه عن مَوَاقيتِه، ويُورِث ذلك وَهَْنَاً في جِسْمه. قال الأعشى: مشفِقاً قلبُها عليه فما تعـ *** ـجُوه إِلاَّ عُفافَةٌ أو فُواقُ العُفافَة: الشَّيء اليسير. والفُواق: ما يجتمع في الضَّرع قبل الدِّرَّة. وتَعْجُوه، أي تداويه بالغِذاء حَتّى ينهض. واسم ذلك الولد العَجِيُّ، والأنثى عَجِيَّة، والجمع عَجَايا. قال: عداني أن أزُورَك أنّ بَهْمِي *** عَجَايا كلها إلا قليلا وإذا مُنِع الولدُ اللّبَن وغُذِّي بالطّعام، قيل: قد عُوجِي. قال ذو الإصبع: إذا شئت أبصرت من عَقْبِهم *** يَتامَى يُعاجَوْنَ كالأذؤُبِ وقال آخر في وصف جراد: إذا ارتحلت من منزلٍ خَلّفَتْ به *** عَجَايا يحاثي بالتُّرابِ صغيرُها ويروى: "رذايا يُعاجَى". (عجب) العين والجيم والباء أصلانِ صحيحان، يدلُّ أحدهما على كِبْر واستكبارٍ للشَّيء، والآخر خِلْقة من خِلَق الحيوان. فالأوّل* العُجْب، وهو أن يتكبَّر الإنسان في نفسه. تقول: هو مُعجَبٌ بنَفْسِه. وتقول من باب العَجَب: عَجِب يَعْجَبُ عَجَباً، وأمرٌ عجيب، وذلك إذا استُكْبِر واستُعْظِم. قالوا: وزعم الخليل أنّ بين العَجِيب والعُجابِ فرقاً. فأمّا العجيب والعَجَب مثله [فالأمرُ يتعجَّب منه ]، وأمّا العُجَاب فالذي يُجاوِز حدَّ العجيب. قال: وذلك مثل الطَّويل والطُّوال، فالطويل في النَّاس كثير، والطُّوال: الأهوج الطُّول. ويقولون: عجَبٌ عاجب. والاستعجاب: شدة التعجُّب؛ يقال مُستَعجِب ومتعجِّب مما يرى. قال أوس: ومستعجِبٍ مِمَّا يرى مـن أناتِنا *** ولو زَبنَتْه الحربُ لم يَترمرم وقِصَّةٌ عَجَب. وأعجبَني هذا الشَّيء، وقد أُعِجبْت به. وشيء مُعْجِبٌ، إذا كان حسَناً جِدّاً. والأصل الآخر العَجْب، وهو من كلِّ دابة ما ضُمَّتْ عليه الورِكان من أصل الذّنَب المغروز في مُؤَخَّر العَجُز. وعُجُوب الكُثْبان سمِّيت عُجوباً تشبيهاً بذلك، وذلك أنّها أواخِر الكُثْبان المستدِقَّة. قال لبيد: * بعُجوب أنقاء يَميلُ هَيَامُها * وناقَةٌ عَجْباء: بيِّنة العَجَب والعُجْبة، وشدَّ ما عَجِبَت، وذلك إذا دقَّ أعلى مؤخَّرها وأشرفت جاعرتاها؛ وهي خِلْقةٌ قبيحة.
(عدر) العين والدال والراء ليس بشيء. وقد ذُكرت فيه كلمة. قالوا: العدْر: المطر الكثير. (عدس) العين والدال والسين ليس فيه من اللّغة شيء، لكنّهم يسمُّون الحبَّ المعروفَ عَدَساً. ويقولون: عَدَسْ، زجرٌ للبغال. قال: عَدَسْ ما لِعَبَّادٍ عليك إمارةٌ *** نَجوتِ وهذا تحملينَ طليقُ وقوله: *إذا حَمَلْتُ بِزَّتي على عَدَس * فإنّه يريد البغلة، سمَّاها "عَدَسْ" بزَجْرها. (عدف) العين والدال والفاء أُصَيلٌ صحيح يدلُّ على قِلّةٍ أو يسيرٍ من كثير. من ذلك العَدْف والعَدُوف، وهو اليسير من العَلَف. يقال: ما ذاقت الخيل عَدُوفاً. قال: ومُجَنَّباتٍ مـا يَذُقْـنَ عَدوفـاً *** يَقذِفـن بالمُهَـرات والأمهارِ والعَدْف: النَّوال القليل. يقال: أصبنا ماله عَدْفا. ومن الباب العِدْفة، وهي كالصَّنِفَة من الثَّوب. وأمَّا قول الطرِمَّاح: حَمّالُ أثقالِ دِيات الثَّأَى *** عن عِدَف الأصل وكُرَّامِها قالوا: العِدَف: القليل. (عدق) العين والدال والقاف ليس بشيء. وذكروا أنّ حديدةً ذاتَ شُعَبٍ يُستخرج بها الدَّلو من البئر يقال لها: عَوْدَقة. وحكَوا: عَدَق بِظَنِّه، مثل رَجَم. وما أحسب لذلك شاهداً من شعرٍ صحيح. (عدك) العين والدال والكاف ليس بشيء، إلاّ كلمةً من هَنَواتِ ابن دُرَيد، قال: العَدْك: ضرب الصُّوف بالمِطْرَقة. (عدل) العين والدال واللام أصلان صحيحان، لكنَّهما متقابلان كالمتضادَّين: أحدُهما يدلُّ على استواء، والآخر يدلُّ على اعوجاج. فالأول العَدْل من النَّاس: المرضيّ المستوِي الطّريقة. يقال: هذا عَدْلٌ، وهما عَدْلٌ. قال زهير: متى يَشْتجرْ قومٌ يَقُلْ سَرَوَاتُهُمْ *** هُم بيننا فهمْ رِضاً وهُمُ عدلُ وتقول: هما عَدْلانِ أيضاً، وهم عُدولٌ، وإن فلاناً لعَدْلٌ بيِّن العَدْل والعُدُولة. والعَدْل: الحكم بالاستواء. ويقال للشَّيء يساوي الشيء: هو عِدْلُه. وعَدلْتُ بفلانٍ فلاناً، وهو يُعادِله. والمُشْرِك يَعدِل بربِّه، تعالى عن قولهم عُلُوَّاً كبيراً، كأنه يسوِّي به غيره. ومن الباب: العِدْلان: حِمْلا الدَّابّة، سمِّيا بذلك لتساويهما. والعَديل: الذي يعادلك في المَحْمِل. والعَدْل: قِيمة الشيء وفِدَاؤُه. قال الله تعالى: {وَلاَ يُقبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ} [البقرة 123]، أي فِدْية. وكلُّ ذلك من المعادَلة، وهي المساواة. والعَدْل: نقيض الجَوْر، تقول: عَدَل في رعيته. ويومٌ معتدل، إذا تساوَى حالا حرِّه وبَرْدِه، وكذلك في الشيء المأكول. ويقال: عدَلْتُه حتى اعتدل، أي أقمته *حتى استقامَ واستوَى. قال: صَبَحْتَ بها القوم حتى امْتَسَكْـ *** ـتَ بالأرض تَعْدِلُها أن تميلا
ومن الباب: المعتدلِة من النُّوق، وهل الحسنة المتَّفقة الأعضاء. فأمَّا قولهم لِضرْبٍ من السُّفن: عَدَوْلِيَّة، فقد يجوز أن يكون من القياس الذي قِسْناه، لأنها لا تكون إِلاّ مستويةً معتدِلة. على أنَّ الخليلَ زَعَم أنّها منسوبة إلى موضعٍ يقال له عَدَوْلَى. قال طرفة: عَدَوْليَّةٍ أو من سفين ابنِ يامِنٍ *** يجورُ بها الملاَّحُ طوراً ويهتدِي فأمّا الأصل الآخَر فيقال في الاعوجاج: عَدَل. وانعدَلَ، أي انعَرَج. وقال ذو الرُّمَّة: وإِنِّي لأُنحِْي الطَّرفَ من نحوِ غيرها *** حياءً ولو طاوعتُه لم يُعادِل (عدم) العين والدال والميم أصلٌ واحدٌ يدلُّ على فِقْدَان الشيء وذَهابه. من ذلك العَدَم. وعَدِم فلانٌ الشَّيء، إذا فقده. وأعْدمه الله تعالى كذا، أي أفاتَه. والعديم: الذي لا مالَ لـه؛ ويجوز جمعُه على العُدَماء، كما يقال فقير وفُقَراء. وأعْدَمَ الرّجلُ: صار ذا عدمٍ. وقال في العديم: وعَدِيمُنـا متـعففٌ متـكرِّمٌ *** وعلى الغنيِّ ضَمانُ حقِّ المُعْدِمِ وقال في العدم حسّانُ بن ثابت: رُبَّ حِلمٍ أضاعه عَُدَُم الما *** لِ وجهلٍ غطّى عليه النّعيمُ (عدن) العين والدال والنون أصلٌ صحيح يدلُّ على الإقامة. قال الخليل: العَدْن: إقامة الإبل في الحَمْض خاصّة. تقول: عَدَنَت الإبل تَعْدِن عَدْناً. والأصل الذي ذكره الخليل هو أصلُ الباب، ثمَّ قيس به كلُّ مُقام، فقيل جنةُ عَدْنٍ، أي إقامة. ومن الباب المعدِنُ: مَعدن الجواهر. ويقيسون على ذلك فيقولون: هو مَعدن الخَير والكَرَم. وأمّا العِدَان والعَدان فساحِلُ البحر. ويجوز أن يكون من القياس الذي ذكرناه، وليس ببعيد. وقال لبيد: لقد يعلم صَحبي كلُّهم *** بِعَدَانِ السَّيفِ صبري ونَقَلْ وعَدَنُ: بلد. (عدو) العين والدال والحرف المعتل أصلٌ واحدٌ صحيحٌ يرجع إليه الفروعَ كلّها، وهو يدلُّ على تجاوُزٍ في الشيء وتقدُّمٍ لما ينبغي أن يقتصر عليه. من ذلك العَدْو، وهو الحُضْر. تقول: عدا يعدو عَدْواً، وهو عادٍ. قال الخليل: والعُدُوُّ مضموم مثقّل، وهما لغتان: إحداهما عَدْو كقولك غَزْو، والأُخرى عُدُوّ كقولك حُضور وقُعود. قال الخليل: التعدّي: تجاوز ما ينبغي أن يُقْتَصَر عليه. وتقرأ هذه الآية على وجهين: {فَيَسُبُّوا الله عَدْواً بغيرِ علمٍ} و{عُدُوَّاً} [الأنعام 108]. والعادي: الذي يعدو على الناس ظُلْماً وعُدواناً. وفلانٌ يعدو أمرَكَ، وما عَدَا أنْ صَنَع كذا. ويقال من عَدْوِ الفرس: عَدَوَانٌ، أي جيِّد العَدْوِ وكثيرُه. وذئب عَدَوَانٌ: يعدُو على الناس. قال: نُهْدُ القُصَيْرَى عَدَوانُ الجَمْزِ تَذْكُرُ إذ أنت شديدُ القَفْزِ وتقول: ما رأيت أحداً ما عدا زَيْداً. قال الخليل: أي ماء جاوَزَ زيداً. ويقال: عدا فلانٌ طَورَه. ومنه العُدْوانُ، قال: وكذلك العَدَاء، والاعتداء، والتعدِّي. وقال أبو نُخَيلة: ما زال يَعدُو طَورَه العبدُ الرَّدِي *** ويعتدي ويعتدي ويعتدي قال: والعُدْوان: الظلم الصُّراح. والاعتداء مشتقٌّ من العُدْوَان. فأمَّا العَدْوَى فقال الخليل: هو طلبك إلى والٍ أو قاضٍ أن يُعدِيَك على مَن ظَلَمك أي يَنقِم منه باعتدائه عليك. والعَدْوَى ما يقال إِنّه يُعدِي، من جَرَبٍ أو داء. وفي الحديث: "لا عَدْوَى ولا يُعدِي شيء شيئاً". والعُدَاء كذلك. وهذا قياسٌ، أي إذا كان به داء لم يتجاوزْه إليك. والعَدْوَة: عَدوَة اللّصّ وعدوة المُغِير. يقال عدا عليه فأخَذَ مالَه، وعدا عليه بسيفه: ضَرَبه لا يريد به عدواً على رجليه، لكن هو من الظُّلم. وأما قوله: * وعادت عَوادٍ بيننا وخُطُوب * فإنّه يريد أنّها تجاوَزَتْ حتَّى شغلت. ويقال: *كُفَّ عنا عادِيتَك. والعادية: شُغل من أشغال الدَّهر يَعدُوك عن أمرك، أي يَشغلُك. والعَدَاء: الشُّغْل. قال زُهير: فصَرِّمْ حَبلَها إِذْ صرَّمتهُ *** وعَادَك أن تلاقِيَها عَداءُ فأمّا العِدَاء فهو أن يُعادِيَ الفرسُ أو الكلبُ [أو] الصَّيّادُ بين صيدين، يَصرع أحدَهما على إثر الآخر. قال امرؤ القيس: فعادَى عِداءً بين ثَورٍ ونعجة *** وبين شَبوبٍ كالقضيمة قَرْهبِ فإن ذلك مشتقٌّ من العَدْو أيضاً، كأنّه عَدَا على هذا وعدا على الآخَر. وربما قالوا: عَدَاء، بنصب العين. وهو الطَّلَق الواحد. قال: * يَصْرع الخَمْسَ عَدَاءً في طَلَق * والعَدَاء: طَوَار كلِّ شيء، انقاد معه عَرضه أو طُوله. يقولون: لزِمتُ عَدَاء النَّهر، وهذا طريقٌ يأخُذ عَداءَ الجَبل. وقد يقال العُِدْوة في معنى العَداء، وربما طُرحت الهاء فيقال عِدْوٌ، ويُجمَع فيقال: أعداء النّهر، وأعداء الطريق. قال: والتَّعداء: التَّفعال. وربما سمّو المَنْقَلة العُدَواء. وقال ذو الرمة: هامَ الفؤادُ بذكراها وخامَرَهُ *** منها على عُدَواء [الدَّارِ] تَسقيمُ قال الخليل: والعِنْدأْوَة: التواء وعَسَر قال الخليل: وهو من العَدَاء. ونقول: عَدَّى [عن الأمر] يعدِّي تعديةً، أي جاوزَه إلى غيره. وعدّيت عنِّي الهَمَّ، أي نحّيته عنِّي. وعدِّ عنِّي إلى غيري. وعَدِّ عن هذا الأمر، أي تجاوَزْه وخُذ في غيره. قال النابغة: فعدِّ عمّا ترى إِذْ لا ارتجاعَ لـه *** وانمِ القُتود على عَيرانةٍ أُجُدِ وتقول: تعدّيت المفازةَ، أي تجاوزتُها إلى غيرها. وعَدَّيت النّاقةَ أُعدِّيها. قال: ولقد عَدَّيْتَ دَوْسَرَةً *** كعَلاَة القَيْنِ مِذكارا ومن الباب: العدُوّ، وهو مشتقٌّ من الذي قدّمْنا ذِكره، يقال للواحد والاثنين والجمعِ: عدوّ. قال الله تعالى في قِصّة إبراهيم: {فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لي إِلاَّ رَبَّ الَعالمِين} [الشعراء 77]. والعِدَى والعُدَى والعادِي والعُدَاة. وأمّا العُدَواء فالأرض اليابسة الصلبة، وإِنّما سمِّيت بذلك لأنّ مَن سكنها تعدّاها. قال الخليل: وربّما جاءت في جوف البئر إذا حفرت، وربَّما كانت حجراً حتَّى يَحِيدوا عنها بعضَ الحَيْد. وقال العجّاج في وصف الثَّور وحَفْرة الكِناس، يصفُ أنّه انتهى إلى عُدَوَاءَ صُلبةٍ فلم يُطِقْ حَفْرَها فاحرَوْرَف عنها: وإن أصابَ عُدَوَاءَ احْرَورفا *** عنها ووَلاَّها الظلُّوف الظُّلَّفا والعُِدْوة: صَلابةً من شاطئ الواد. ويقال عُدْوة، لأنّها تُعادِي النهر مثلاً، أي كأنّهما اثنان يتعادَيانِ. قال الخليل: والعَدَويّة من نبات الصَّيف بعد ذَهاب الرَّبيع، يخضرُّ فترعاه الإبل. تقول: أصابت الإِبل عَدَويَّة، وزنه فَعَليّة. (عدب) العين والدال والباء زعم الخليل أنَّه مهمل، ولعلَّه لم يبلغْه فيه شيء. فأمّا البناء فصحيح. والعَدَاب: مسترِقٌّ من الرَّمل. قال ابن أحمر: كثَور العَدَاب الفَرْدِ يَضْرِبُه الندى *** تَعلَّى النَّدى في مَتْنِهِ وتحدّرا والله أعلم.
(عذر) العين والذال والراء بناء صحيح له فروعٌ كثيرة، ما جَعلَ الله تعالى فيه وجهَ قياسٍ بَتَّةً، بل كلُّ كلمةٍ منها على نَحوِها وجِهَتها مفردة. فالعُذْر معروف، وهو رَوْم الإنسان إصلاحَ ما أُنكِرَ عليه بكلام. يُقال منه: عَذَرْتُه فأنا أَعْذِرُه عَذْراً، والاسم العُذْر. وتقول: عَذَرْتُه من فلان، أي لُمْتُه ولم ألُم هذا. يُقال: مَن عذيري من فلان، ومَن يَعذِرني منه. قال: أُريد حِبَاءه ويُريدُ قَتْلي *** عَذيرَكَ من خليلكَ من مُرادِ ويقال إنّ عَذِير الرّجل: ما يروم ويُحاوِل ممّا يُعذَر عليه إذا فَعَله. *قال الخليل: وكان العجّاجُ يرمُّ رَحْلَه لسفرٍ أرادَه، فقالت امرأتُه: ما [هذا] الذي ترُمُّ ؟ فقال: * جارِيَ لا تستنكري عَذِيري * يريد: لا تُنكرِي ما أحاول. ثم فَسَّر في بيتٍ آخر فقال: * سيري وإشفاقي على بعيري * وتقول: اعتذر يَعتذِر اعتذاراً وعِذْرة من ذنبه فعذرْتُه. والمَعذِرة الاسم. قال الله تعالى: {قَالُوا مَعْذِرَةً إلى رَبِّكُمْ} [الأعراف 164]. وأعذَر فلانٌ إذا أبْلَى عُذْراً فلم يُلَمْ. ومن هذا الباب قولهم: عذَّر الرّجلُ تعذيراً، إذا لم يبالِغ في الأمر وهو يريكَ أنّه مبالغٌ فيه. وفي القرآن: {وَجَاءَ المُعَذِّرُونَ مِنَ الأَعْرَابِ} [التوبة 90]، ويقرأ: {المُعْذِرُون}. قال أهل العربيّة: المُعْذِرون بالتخفيف هم الذين لهم العُذْر، والمعذِّرون: الذين لا عُذْرَ لهم ولكنَّهم يتكلَّفون عُذراً. وقولهم للمقصِّر في الأمر: مُعَذِّر، وهو عندنا من العُذْر أيضاً، لأنَّه يقصِّر في الأمر مُعوِّلاً على العُذْر الذي لا يريد يتكلف. وباب آخَر لا يشبه الذي قبلَه، يقولون: تعذَّر الأمرُ، إذا لم يَستقِم. قال امرؤُ القيس: ويوماً على ظَهرِ الكثَيب تَعذَّرتْ *** عَلَيَّ وآلت حَلْفةً لم تَحَلَّلِ وبابٌ آخَر لا يشبه الذي قبلَه: العِذار: عِذار اللِّجام. قال: وما كان على الخَدَّين من كيٍّ أو كدحٍ طُولاً فهو عذار. تقول من العِذَار: عَذَرْتُ الفرس فأنا أعذُِرُه عَذْراً بالعِذار، في معنى ألجمته. وأعْذَرتُ اللِّجام، أي جعلت له عِذاراً. ثم يستعيرون هذا فيقولون للمنهمِك في غَيِّه: "خَلَعَ العِذار". ويقال من العِذار: عَذّرْتُ الفرسَ تعذيراً أيضاً. وبابٌ آخر لا يشبه الذي قبلَه. العِذَار، وهو طعامٌ يدعى إليه لحادثِ سُرُور. يقال منه: أعذروا إعذاراً. قال: كلَّ الطَّعامِ تشتهي ربيعَهْ *** الخُرْسُ والإعذارُ والنقيعهْ ويقال بل هو طعامُ الخِتان خاصّة. يقال عُذِر الغُلامُ، إذا خُتِنَ. وفلانٌ وفلانٌ عذارُ عامٍ واحد. وباب آخر لا يشبه الذي قبله: العَذَوَّر، قال الخليل: هو الواسع الجَوف الشديد العِضاض. قال الشاعر يصف الملْكَ أنه واسعٌ عريض: وحازَ لنا الله النُّبوّةَ والهدى *** فأعطى به عزّاً ومُلكاً عَذَوَّرَا ومما يشبه هذا قول القائل يمدح: إذا نزلَ الأضيافُ كان عذَوَّراً *** على الحيِّ حتى تَستقِلَّ مَرَاجِلُه قالوا: أراد سيءَ الخلق حَتَّى تُنصَب القُدور. وهو شبيه بالذي قاله الخليل في وصف الحمار الشديد العضاض. وبابٌ آخَر لا يشبه الذي قبله: العُذْرة: عُذْرَة الجارية العذراء، جاريةٌ عذراءُ: لم يَمسَّها رجل. وهذا مناسبٌ لما مضى ذكرُه في عُذْرة الغلام. وبابٌ آخر لا يشبه الذي قبله: العُذرة: وجعٌ يأخذ في الحَلْقِ. يقال منه: عُذِر فهو معذور. قال جرير: غمزَ ابن مُرَّةَ يا فرزدَقُ كَيْنَهَا *** غَمْزَ الطبيبِ نَغانغ المعذورِ وبابٌ آخر لا يشبه الذي قبله: العُذْرة: نجمٌ إذا طلع اشتدَّ الحر، يقولون: "إذا طلعَتِ العُذْرة، لم يبق بعُمان بُسْرَة". وباب آخر لا يشبه الذي قبله: العُذْرة: خُصلةٌ من شعر، والخُصلة من عُرف الفَرَس. وناصيتُه عُذرة. وقال: * سَبِط العُذرَةِ ميّاح الحُضُرْ * وبابٌ آخر لا يشبه الذي قبله: العَذِرة: فِناء الدّار. وفي الحديث: "اليهودُ أنتَنُ خَلْق الله عَذِرَة"، أي فناءً. ثم سمِّي الحَدَثُ عَذِرة لأنَّه كان يُلقَى بأفنية الدُّور. (عذق) العين والذال والقاف أصلٌ واحد يدلُّ على امتدادٍ في شيء وتعلق شيءٍ بشيء. من ذلك العِذْق عِذْق النَّخلة، وهو شمراخ من شماريخها. والعَذْق: النخلة، بفتح العين. وذلك كله من الأشياء المتعلِّقة بعضُها ببعض. قال: ويُلْوِي بريَّان العَسِيب *كأنه *** عَثَا كِيل عَذْقٍ من سُمَيْحَة مُرطبِ قال الخليل: العِذْق من كلِّ شيء: الغُصْن ذو الشُّعَب. ومن الباب: عُذِقَ الرّجُل، إذا وُسمَ بعلامةٍ يعرَف بها. وهذا صحيح، وإنما هذا من قولهم: عَذَقَ شاتَهُ يَعْذُقُهَا عَذْقَاً، إذا علَّقَ عليها صوفةً تخالفُ لونَها. وممّا جرى مجرى الاستعارة والتمثيل قولهم: "في بني فلانٍ عِذْقٌ كَهْلٌ" إذا كان فيهم عِزٌّ ومَنْعَة. قال ابن مُقْبِل: وفي غَطَفَانَ عِذْقُ صِدقٍ ممنَّعٌ *** على رغم أقوامٍ من النّاس يانعُ (عذل) العين والذل واللام أصلٌ صحيح يدلُّ على حَرٍّ وشِدّةٍ فيه، ثم يقاس عليه ما يقاربه. ومن ذلك اعتذَل الحرُّ: اشتدّ. قال أبو عبيد: أيّام مُعتذلات: شديداتُ الحرارة. ومما قيس على هذا قولهم: عَذَل فلانٌ عَذْلاً، والعَذَل الاسم. ورجلٌ عذّالٌ وامرأة عذَّالة، إذا كثر ذلك منهما. والعُذَّال الرِّجال، والعُذّل النِّساء. وسمِّيَ هذا عَذْلاً لما فيه من شدّة ومَسِّ لَذْع. قال: غَدَتْ عَذَّ التَايَ فقلتُ مهلاً *** أفي وجدٍ بسَلمى تَعذُلانِي (عذم) العين والذال والجيم والميم أُصيلٌ صحيح يدل على عَضٍّ وشِبهه. قال الخليل: أصل العَذْمِ العضّ، ثم يقال: عَذَمَهُ بلسانه يَعْذِمُه عَذْماً، إذا أخذه بلسانه. والعَذيمة: الملامة. قال الراجز: يَظَلُّ مَن جارَاه في عذائمِ *** من عنفوانِ جريِهِ العُفاهِمِ أي مَلاَمَات. وفرسٌ عَذوم. فأما العَذَمْذَم فإن الخليل ذكره في هذا الباب بغين معجمة، وقال غيره: بل هو غَذَمْذَم بالغين. قال الخليل: وهو الجُرَاف. يقال: مَوت غَذَمْذَم: جُراف لا يُبقي شيئاً. قال: ثِقالُ الجفانِ والحلومِ رحاهُم *** رَحَى الماء يكتالون كَيْلاً عَذَمذَما (عذي) العين والذال والحرف المعتل أُصيل صحيح يدلُّ على طِيبِ تُربة قال الخليل وغيره: العَذَاةُ: الأرض الطيِّبة التربة، الكريمة المَنبِت. قال: بأرضٍ هِجانِ التُّرْب وَسميَّة الثَّرَى *** عَذَاةٍ نأت عنها المُؤُوجة والبحرُ قال: والعِذْيُ، الموضع يُنبِت شتاءً وصيفاً من غير نَبع. ويقال: هو الزرع لا يُسقَى إلاّ من ماء المطر، لبُعده من المياه. قالوا: ويقال لهذا العَذا، الواحدة عَذاةٌ. وأنشدوا: بأرضٍ عَذاةٍ حَبَّذا ضَحَواتُها *** وأطيبُ منها ليلُه وأصائله (عذب) العين والذال والباء أصلٌ صحيح، لكنّ كلماتِه لا تكاد تنقاس، ولا يمكن جمعُها إلى شيء واحد. فهو كالذي ذكرناه آنفاً في باب العين والذال والرّاء. وهذا يدلُّ على أنّ اللُّغة كلَّها ليست قياساً، لكنْ جُلُّها ومعظمُها. فمن الباب: عَذُبَ الماءُ يَعْذُبُ عُذُوبَةً، فهو عَذْبٌ: طيّب. وأعذَبَ القومُ، إذا عذُب ماؤهم. واستعذبوا، إذا استقَوا وشَرِبوا عَذْباً. وبابٌ آخر لا يُشِبه الذي قبلَه، يقال: عَذَب الحمار يَعْذِب عَذْباً وعُذوباً فهو عاذبٌ [و] عَذُوب: لا يَأكل من شدّة العطش. ويقال: أعذَبَ عن الشَّيء، إذا لَهَا عنه وتركَه. وفي الحديث: "أعْذِبوا عن ذِكْر النِّساء". قال: وتبدَّلوا اليعبوبَ بعد إلههم *** صَنَماً ففِرُّوا يا جَديل وأعذِبُوا ويقال للفرس وغيرِه عَذوبٌ، إذا بات لا يأكل شيئاً ولا يشرب، لأنّه ممتنع من ذلك. وبابٌ آخَر لا يشبه الذي قبله: العَذُوب: الذي ليس بينه وبين السّماء سِتر، وكذلك العاذب. قال نابغةُ الجعديُّ: فباتَ عَذُوباً للسَّماء كأنّه *** سُهيلٌ إذا ما أفردَتهُ الكواكبُ فأمّا قول الآخر: بِتنَا عُذُوباً وباتَ البَقُّ يلْسَِبُنا *** عند النُّزولِ قِراناً نَبْحُ دِرْواسِ فممكن أن يكونَ أراد: ليس بيننا وبين السَّماء سِتر، وممكنٌ أن يكون من الأول إذا باتُوا لا يأكلون ولا يَشرَبون. *وحكى الخليل: عذَّبتُه تعذيباً، أي فَطَمتُه. وهذا من باب الامتناع مِن المأكل والمَشرَب. وبابٌ آخرُ لا يُشبِه الذي قبله: العَذاب، يقال منه: عذَّب تعذيباً. وناسٌ يقولون: أصل العَذاب الضَّرب. واحتجُّوا بقول زُهير: وَخَلْفَها سائقٌ يحدُوا إذا خَشيت *** منه العَذابَ تمدُّ الصُّلبَ والعُنُقا قال: ثم استُعِير ذلك في كلِّ شِدّة. وبابٌ آخرُ لا يُشبِه الذي قبلَه، يقال لطَرَف السَّوط عَذَبة، والجمع عَذَب. قال: غُضْفٌ مهرَّتَة الأشداقِ ضارية *** مثلُ السَّراحين في أعناقها العَذَبُ والعَذَبة في قضيب البعير: أسَلتُه. والعُذَيب: موضع.
|